19/سبتمبر/2011
تحليل مركز الديمقراطية وحقوق الإنسان – واشنطن
يصادف هذا العام الذكرى العاشرة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر الارهابية التي شارك فيها 15 سعوديا وخطط لها تنظيم القاعدة الذي أسسه السعودي اسامة بن لادن. ومما لا جدال فيه أن هجمات سبتمبر غيرت التاريخ فأصبح عالم ما بعد الحادي عشر من سبتمبر يختلف عما قبله نسبة لبشاعة الحدث وإضطرار الولايات المتحدة إلى إعلان الحرب على الإرهاب الأمر الذي ترتب عنه سقوط نظام طالبان في أفغانستان ونظام البعث في العراق. ما يهمنا في هذا التحليل هو معرفة هل تغيرت البيئة التي أنتجت زعيم القاعدة والانتحاريين الخمسة عشر أم لا؟
إذا نظرنا إلى خريطة مواقع الصراعات حول العالم نجد تزايد أعداد الإرهابيين السعوديين رغم إدعاء السلطات السعودية عكس ذلك. ففي العراق مثلا وبحسب تصريحات لمسؤوليين وتقارير صحفية فإن 40% من الإرهابيين يحملون الجنسية السعودية.
ولا يقتصر وجود الإرهابيين السعوديين على العراق فقط بل ويمتد ليشمل اليمن ولبنان وأفغانستان وباكستان والصومال والشيشان وغيرها من المناطق. فما هي الأسباب التي تدفع هؤلاء الشباب إلى الإنضمام لهذه التنظيمات الإرهابية؟ ومامدى تأثير التعليم والثقافة الدينية الوهابية التي اعتبرها علماء الأزهر وخبراء متخصصون في الحركات الإسلامية بمثابة "العدو الأخطر على المسلمين والعالم"، http://watan.com/10/news.html/35-news-extra/21652-2010-04-26-20-24-39.html
فيما دعا رئيس اندويسيا السابق عبد الرحمن واحد المسلمين وغير المسلمين "إلى محاربة الوهابية وهزيمتها". http://www.libforall.org/news-WSJ-right-islam-vs.-wrong-islam.html
إن السلطات السعودية ترفض الاعتراف بأن التعليم الديني الوهابي هو من المصادر التي أنتجت الانتحاريين الذين قاموا بهجمات الحادي عشر من سبتمبر وغيرهم من الإرهابيين الذين تصفهم السلطات بـ"الفئة الضالة" وكأن ضلالهم ليس ناتجا عن النهج الديني المتشدد الذي تنتهجه السعودية.
ونسبة لإنعدام الحريات في السعودية والخوف من العقاب يخشى المواطنون انتقاد التعليم الديني المتشدد والحديث عن دوره في التشجيع على الارهاب، في الوقت الذي لاتزال فيه وسائل الإعلام الرسمية وبعض المسؤولين يشككون في مشاركة مواطنين سعوديين في الهجمات على الولايات المتحدة.
وبالإضافة إلى دور التعليم في التشجيع على الإرهاب، فإن تساهل السلطات مع رجال الدين المتشددين ساهم أيضا في ازدياد أعداد انصارهم، فوراء كل إنتحاري شيخ متشدد.
ومن الأمور التي لا يجب تجاهلها عند الحديث عن الدور السعودي في نشر الإرهاب تلك الصفحات التي تم انتزاعها من التقرير النهائي للجنة التحقيق في هجمات سبتمبر والتي قيل بأنها كانت تحوي أدلة على تورط أفراد من العائلة الحاكمة في السعودية في تمويل الهجمات، وقد تم انتزاع تلك الصفحات للتقليل من الغضب الشعبي إزاء دولة حليفة للولايات المتحدة.
وخلاصة القول فإن تحالف السلطات السياسية ممثلة في العائلة الحاكمة مع السلطة الدينية يسير بالبلاد نحو الهاوية، فبسبب هذا التحالف أصبحت السعودية اليوم أكثر دولة متشددة دينيا في العالم وأكثر دولة منتجة للإرهابيين كما أصبح مواطنوها الأكثر إثارة للشبهات حول العالم فمشاركة 15 سعوديا من أصل 19 انتحاريا في هجمات سبتمبر دليل واضح على وجود خلل كبير يتطلب تضافر جهود جميع أبناء الشعب من أجل إصلاحه.
وبناء على ذلك فإن من الضروري بمكان مراجعة المناهج الدراسية التي تحرض على الكراهية وتشجع على الإرهاب وصياغة مناهج جديدة تنشر ثقافة التسامح واحترام حقوق الإنسان بغض النظر عن الجنس أو اللون أو الدين أو المذهب ووضع حد لرجال الدين المتشددين حتى ينشأ جيل جديد على ثقافة الاحترام ولن يتحقق هذا إلا بوقف استخدام الدين كأداة لخدمة الحاكم ومن خلال دولة المؤسسات التي يحكمها أبناء وبنات هذا الوطن لتحقيق مصالح الشعب والحفاظ على سمعته التي تزداد سوءا يوما بعد يوم بسبب السياسات الاعتباطية التي لا تخدم إلا مصلحة العائلة الحاكمة والمؤسسة الدنية.
No comments:
Post a Comment