28/اغسطس/2011
تحليل مركز الديمقراطية وحقوق الإنسان في السعودية – واشنطن
في 18/أغسطس/2011 نشرت صحيفة "الشرق الأوسط" تقريرا عن تزايد إقبال المشاهدين في السعودية على القنوات الترفيهية بدلا من القنوات الدينية. وأشار التقرير إلى أن الإحصاءات التي أجرتها شركات متخصصة كشفت أن القنوات الدينية ليست من ضمن القنوات المفضلة عند المشاهدين السعوديين.
ويدل هذا التقرير على إدراك الكثير من المواطنين والمواطنات أن الهدف من البرامج الدينية ليس عقائديا وإنما لتذكير الشعب السعودي بصورة مستمرة بشرعية الحكم وموافقته للكتاب والسنةبحسب إدعاءاتهم، وقد تم ربط كل شيء بالدين بطريقة أفقدته قدسيته وبات بمثابة أداة في أيدي السلطات توظفه لمصلحتها.
ففي الوقت الذي ثارت فيه العديد من الشعوب العربية مطالبة بالحرية والديمقراطية والكرامة وبالشفافية ومحاسبة المسؤولين الفاسدين، توقع الشعب السعودي أن تبادر السلطات بالاستجابة لمطالبه الإصلاحية. لكن السلطات ردت بمزيد من القمع والتنكيل، والتهديد باسم الدين حيث أصدر المفتي العام فتوى بتحريم المظاهرات وبدأ رجال الدين حملة إعلامية استغلوا فيها منابر المساجد والبرامج التلفزيونية والصحف والمجلات للتأكيد على حرمة المظاهرات وضرورة طاعة الحاكم حتى ولو كان ظالما مستبدا.
ولا يقتصر استخدام السلطات في السعودية للدين على الأمور السياسية فقط وانما يمتد ليشمل القضايا الإجتماعية والاقتصادية والتربوية والفكرية والجنسية وكذلك في التحريض على كراهية الأديان الأخرى ومعتنقيها.
خلاصة القول، فإن سبب عزوف المجتمع السعودي عن البرامج الدينية يرجع لإدراكه أن السلطات الدينية والسياسية في السعودية وظفت الدين لمصلحة الحاكم التي تتعارض مع مصلحة الشعب. فالبرامج الدينية لا تلبي مطالب الشعب الذي أصبح أكثر وعيا وإدراكا لكل ما يدور حوله، فقد أدرك أبناء هذا الجيل - جيل مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وتويتر - أن الدين لم يكن سوى أداة بيد السلطات تستخدمه للقمع والظلم والاستغلال ولتبرير الفساد وبالتأكيد لضمان استمرارية حكم آل سعود.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا تواصل السلطات في السعودية سياسة استخدام الدين لإضفاء الشرعية على الحكم بالرغم من إدراك الشعب حقيقة العلاقة بين المؤسسة الدينية والعائلة الحاكمة؟
No comments:
Post a Comment