22/اغسطس/2011
تحليل مركز الديمقراطية وحقوق الإنسان في السعودية – واشنطن
في السابع من شهر اغسطس الجاري ألقى الملك عبدالله كلمة عن الأحداث في سوريا انتقد فيها سقوط آلاف الضحايا على أيدي النظام السوري، وشدد بأن السعودية "لا تقبل ما يحدث في سوريا" وأكد وقوفها "تجاه مسؤوليتها التاريخية نحو أشقائها" وطالب بـ"إيقاف آلة القتل، وإراقة الدماء، وتحكيم العقل قبل فوات الآوان"، وأختتم كلمته بإعلانه استدعاء سفيره في سوريا للتشاور حول الأحداث الجارية هناك.
هل كانت كلمة الملك عبد الله رسالة تضامن مع الشعب السوري أم أراد عبرها تحقيق أهداف أخرى؟ إن كلمة الملك وإن كانت تبدو كرسالة تضامن مع الشعب السوري المتعدد الأعراق والديانات والثقافات إلا أن هناك من يقول بأنها تهدف إلى تطمين الطائفة السنية في سوريا.
وقد أثارت كلمة الملك جدلا واسعا في المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي فقد أعرب الكثيرون عن دهشتهم من مواقف السعودية المتناقضة إزاء ما يجري في المنطقة، فيما سخر آخرون من خطاب الملك ودعمه للشعب السوري في الوقت الذي يتم فيه قمع دعاة الإصلاح السلمي الذين يطالبون بملكية دستورية وبسيادة حكم القانون وباستقلال القضاء وبإنصاف المرأة والأقليات وبحرية التعبير في السعودية.
لقد أشار العديد من المعلقين إلى أن الولايات المتحدة هي من أوحت للملك بالتعليق على الأحداث في سوريا، فيما أرجع آخرون سبب تأخر الكلمة إلى ان السعودية كانت تنتظر لتتأكد إلى أين تسير الأحداث ولمصلحة من حتى تتخذ موقفا لا يعود عليها بالضرر مستقبلا. وهذا ما يفعله النظام السعودي عادة في معظم الدول العربية والإسلامية حيث يدعم أكثر من طرف حتى يتأكد لمصلحة أي الأطراف تسير الأمور وبناء على ذلك يختار الطرف الذي يضمن مصالحه أو الأقل ضررا.
وبحسب تحليل مركز الديمقراطية وحقوق الإنسان في السعودية فإن سبب تأخر السعودية عن اتخاذ موقف بشأن الأحداث في سوريا هو أنها كانت تتمنى أن تتدخل إيران عسكريا بصورة مباشرة لمساندة حليفها الطائفي في سوريا نظام الأسد، كما فعلت السعودية حينما تدخلت عسكريا لحماية نظام آل خليفة الطائفي في البحرين، فقد كانت السعودية تتمنى ذلك التدخل حتى تحشد العالم لضرب إيران وتدمير قدرتها العسكرية وخاصة برنامجها النووي، إلا أن إيران لم تتدخل.
إن السلطات في السعودية تخشى أن تلقى نفس مصير نظام الأسد، فقد اعتمد النظام في السعودية في حكمه وبقاءه على التفرقة العنصرية والجنسية والدينية بين أبناء الشعب، وعندما يرى النظام في السعودية الشعب السوري بكل اطيافه وانقساماته يتحد ضد نظام الأسد القمعي فإنه يتوقع أن يتحد الشعب السعودي بجميع أطيافه ومكوناته ضد حكم آل سعود.
No comments:
Post a Comment