تحليل مركز الديمقراطية وحقوق الإنسان في السعودية – واشنطن
اجتجاجا على بقائه في السجن قرابة العشرين عاما، أعلن السجين هادي آل مطيف - وهو إسماعيلي المذهب من مدينة نجران بجنوب السعودية - عزمه الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام حتى الموت. وكانت السلطات السعودية قد أدانت هادي آل مطيف في عام 1994 بالإساءة إلى النبي محمد بسبب زلة لسان قالها عندما كان في الثامنة عشرة من العمر وحكم القاضي عليه بالإعدام إلا أن صدور عفو ملكي عنه حال دون تنفيذ العقوبة لكنه لا يزال سجينا حتى اليوم على الرغم من توبته وندمه على فعلته.
فإذا كان القضاء السعودي يعاقب بالاعدام على كل من يسيء إلى النبي والدين، فلماذا لم يتم تطبيق العقوبة نفسها على البروفسور طارق الحبيب الذي قال إن النبي محمد كان يعاني نقصا في الشخصية أكمله بزواجه من خديجة بنت خويلد. ولماذا لم يعاقب الشيخ يوسف الأحمد الذي طالب بهدم المسجد الحرام؟
وإذا كان جهاز القضاء نزيها وعادلا ويساوى بين جميع أبناء الوطن كما تدعي السلطات في السعودية فلماذا يعاقب شابا مراهقا على زلة لسان ولا يعاقب من أساؤوا إلى النبي والدين أمام ملايين البشر؟
إن من الواضح أن سبب الحكم بالإعدام على هادي آل مطيف لم يكن لإساءته للنبي فقط وإنما بسبب انتمائه المذهبي بحسب أقوال شهود حضروا المحاكمة واستمعوا إلى القاضي وهو يصف هادي بأنه رافضي قبل أن يصدر عليه حكم الاعدام.
وكما ذُكر في تحليلات سابقة بأن السلطات السعودية تستخدم الدين للتفرقة بين ابناء الشعب وحرمانه من حقوقه، فإنها أيضا تستخدم جهاز القضاء للتمييز بين المواطنين وترسيخ الطائفية والكراهية بينهم.
إن طريق الخلاص للشعب السعودي يتمثل في وحدته والتصدي لسياسة التفريق التي تمارسها السلطات وفي اعترافه بالمساواة في المواطنة لكل أفراد الشعب بغض النظر عن المذهب أو العرق أو اللون والوقوف صفا واحد من أجل الحرية والكرامة وضد الفساد والمحسوبية.
وتضامنا مع قضية هادي الإنسانية فقد أعلن عدد من نشطاء حقوق الإنسان وأقرباء السجين اعتزامهم الاعتصام يوم الجمعة القادم الموافق 29/07/2011 أمام مبنى الإمارة بنجران لمناشدة السلطات بإطلاق سراحه.
إن مركز الديمقراطية وحقوق الإنسان في السعودية يناشد جميع المهتمين بحقوق الإنسان في كل مكان بالتضامن مع السجين هادي آل مطيف في إضرابه ومع المعتصمين من أجل لفت أنظار العالم إلى قضيته والضغط لإطلاق سراحه.
No comments:
Post a Comment