لا تقتصر معاناة المواطنات السعوديات في نظام المحرم أو في حرمانهن من الحق في الترشح والانتخاب أو قيادة السيارات بل إنها تصل لدرجة اضطرار البعض إلى التنازل عن المهر أو عن جزء منه مقابل الحصول على موافقة الأب أو أخ للزواج أو اشتراط الحصول على جزء من الراتب مقابل الموافقة والسماح لهن بالعمل. وقد أصابت الأستاذة منى وهي أستاذة جامعية حينما قالت في تصريح لصحيفة "عرب نيوز" بأن ما يدفع الرجال إلى فعل ذلك هو خوفهم من استقلال المرأة اقتصاديا. السؤال الآن لماذا يخاف الرجال من استقلال المرأة اقتصاديا؟*
إن إستقلال المرأة اقتصاديا يعني نهاية همينة الرجل عليها، فلن تكون في حاجة إليه لتلبية متطلباتها وباستقلالها يفقد هو سيطرته عليها. وبحصول المرأة على استقلالها الاقتصادي ستسعى وستكافح من أجل الحصول على باقي حقوقها ولن يكون أمام الرجل سوى المطالبة بالمزيد من الحقوق وهذا ما تحاول السلطات السعودية تفاديه بتعزيز سيطرة الرجل على المرأة.
بالإضافة إلى ذلك فإن السلطات السعودية لا تريد أن تحصل المرأة على كامل حقوقها لأن ذلك يعني توفير فرص عمل لهن وافتتاح مدارس جديدة وتعبيد طرق وبناء مستشفيات وبالتأكيد سوف يترتب عن ذلك قيام مؤسسات مدنية ونقابات عمالية لحماية حقوق المرأة.
وحتى لا تقوم الدولة بواجبها نحو نصف المجتمع تركت المرأة تحت رحمة الرجل باسم الدين والعادات ونأت بنفسها عند المشهد فأصبحت المرأة في عداء دائم وحرب مستمرة مع الرجل من أجل الحصول على حقها كانسانة كاملة الأهلية متساوية مع الرجل. وبناء على ما سبق .. هل يرجع إصرار الدولة على وضع المرأة تحت رحمة الرجل إلى الدين والعادات .. أم لأنها تريد تكريس العداء بين مكونات المجتمع حتى تتجنب الإيفاء بمسؤليتها تجاه نصف المجتمع؟
*http://arabnews.com/saudiarabia/article268990.ece
No comments:
Post a Comment